اسطورة الرجل الذئب 5

أسطورة الرجـل الذئـب
رواية بقلم د.أحمد خالـد توفيق
الفصل الخامس: إيكاترينــا

--------------------------------------------------------------------------------


يحكي د. رفعت اسماعيل خبير عوالم ماوراء الطبيعة
:
صحت في ذهول: يا للهول
قال جوستاف وهو يبلع ريقه: هذا هو ما يقولونه.. أنا لا أصدق لكن قصتهم محبوكة إلى حد مرعب
قلت في حنق: وطبعاً قتل زوجته بنصل فضي
طبعاً -
هتفت: وهكذا يستطيع أي سفاح أن يقتل زوجته ويقطع إصبعها ثم يخرج ليصيح في القرية أنه اكتشف أنها مذءوبة وأنه نفذ فيها قصاص السماء
التفت جوستاف بشكل تلقائي إلى الرجلين لينقل لهما وجهة نظري, فصرخت: لا يا أحمق!.. لن نخرج أحياء من هنا
فتوقف عن الكلام.. لكن الرجلين خمنا ما قلت أو كادا.. اللعنة على لغة الإيماءات هذه !.. ولمحت نظرة غضب في عيني إيدو.. وتحسست يده القذرة نصل خنجره المعلق في حزامه
قلت: أهنئك على حماسك في الترجمة!.. حاول أن تغير الموضوع
وعاد أستبان يتحدث بصوته العميق الغليظ, في حين حزم إيدو لفافته وأعادها لجيبه ويرمقني بنظرة نارية
قال جوستاف: منذ عام نجح ستيفانو في قطع رجل مذءوب بفأسه.. في الصبح تحول الرجل المخلبية المشعرة إلى رجل إنسان, وفي نفس اليوم وجدوا ابن العمدة وقد فقد ساقه في حادث.. بالطبع نفذ أبوه الحكم بنفسه
ياللبشاعة -
قال: المذءوب الجديد بيلاسكو لم يستطع أحد حتى الآن أن يحدد هويته أو يحدث به إصابة ما
وفي هذه اللحظة وقعت عيناي على.. على أروع ما رأيت في حياتي
إن الكلمات لن تنجح في التعبير عن روحي.. أحتاج إلى لغة أرق وأكثر جمالاً.. ربما هي الموسيقى, فتاة سوداء العينين والشعر والملابس تقف جوار أستبان وتنظر إليّ في رقة نظرة ثابتة أذابتني من الخجل
قالت لأستبان شيئاً ما فرد عليها بفظاظة.. يا له من وغد.. وقال لجوستاف شيئاً آخر وقد بدا عليه الاشمئزاز
قال جوستاف: هي إيكاترينا ابنة صاحب الحانة.. قالت إنها تريد إخبارك بشيء لكن أستبان زجرها وقال لها إن النساء يصمتن حين يتكلم الرجال
الوحش -
ثم فكرت قليلاً.. ثم خطرت لي فكرة.. فقلت: جوستاف.. قل لي.. بالطبع في هذه الحانة مكان للمبيت
أجاب: طبعاً.. ككل حانة قذرة في العالم
قلت: إذن قل لصاحب الحانة إننا نطمع في المبيت عنده
قال: لكن لماذا؟.. هناك الخان . والكنيسة, و
لا !.. أريد المبيت هنا -
قال: هل سال لعابك عند رؤية أول فتاة في القرية؟.. إنها ليست
قاطعته: لم أزعم هذا لحظة.. فقط أريد أن أكون جوارها في هذه الليلة.. ليلة مسخ الذئب
قال: يالها من رومانسية !.. كم أنتم ملتهبو العواطف يا أبناء البحر المتوسط
ونادى صاحب الحانة وأخبره برغبتي.. فهز هذا الأخير رأسه مرحباً.. وأشار إلي أن أصعد معه سلالم خشبية نخرة إلى.. إلى أقذر حجرة رأيتها في حياتي
منتهى الفقر والبؤس والضعة.. حتى دورة المياه كانت عبارة عن جردل صدئ جوار الفراش الذي لم يكن أفضل حالاً
والآن اسمع يا رفيق رفعت -
قاطعته: أعرف ما ستقوله.. اذهب أنت ونم في الخان أما أنا فباق
لقد وجدت مصيرك -
قالها وهو يبصق على الأرض التي لم تزدها بصقته قذارة في الواقع.. وعلى الباب استدار ليسألني سؤالاً أخيراً: والترجمة؟
ثم هز رأسه مستدركاً: آه !.. نسيت لغة الإيماءات والنظرات
وأغلق الباب قبل أن أرد عليه بما يناسب وقاحته
*******
جلست على الفراش وتأملت المكان في اشمئزاز.. هل أنا مراهق إلى هذا الحد؟ أم أنه حافز خفي جعلني أفعل ما فعلت؟
دق الباب فوثب قلبي من فمي.. تخيلت يدها النحيلة الحسّاسة الباردة تدق الباب لتقول شيئاً ما بالرومانية يقتلني قتلاً
فتحت الباب ملهوفاً فوجدت صاحب الحانة البدين يضحك لي كاشفاً عن أسنانه النخرة.. أرق ابتسامة استطاع أن يرسمها على وجهه.. أعوذ بالله
ناولني منشفة ممزقة وصابونة ملوثة بالشحم ثم انحنى ليوحي إليّ أن الخدمة ممتازة.. وانصرف
واضح تماماً أنه هو الذي سيرعاني في هذه الغرفة
كانت الساعة الآن الثانية ظهراً.. لم يكن هناك داع لإضاعة اليوم كله في حظيرة الخنازير هذه ؛ لهذا أزمعت أن ألحق بجوستاف في الحانة بالطابق السفلي كي نقرر ما نفعله بقية اليوم
الباب يدق ثانية.. لاشك أن الوغد سيعطيني هذه المرة فأراً ميتاً لوجبة الغداء.. اتجهت إلى الباب وفتحته فرأيت إيكاترينا
ولكن قولوا لي.. هل يوجد أجمل ولا أنقى من هذا؟
جئت.. أقول -
هل أنا أحلم أم أنها تتحدث الإنجليزية؟.. إنجليزية رديئة في الواقع لكنها مفهومة
أنت.. بالذئب.. تهتم؟ -
أنا نعم -
خيل لي –لا أدري لماذا- أنها ستفهمني أكثر لو تحدثت بلغة إنجليزية ركيكة وهو ردّ فعل تلقائي نتخذه حتى في العربية حين يحدثنا أحد الأجانب بلغتنا
قالت: الذئب.. هو هنا
أين؟ -
في.. الحانة.. هذه -
*******
- يـ تـ بـ ـع -

في انتظار الـ6
و شكلها هي الذئب علي فكرة ( مع ان الرواية اسمها الرجل الذئب )
ههههههههه